هذا الكتاب مقدّمة للنشاط الفكري والسياسي للشيخ عبد العزيز الثعالبي في تونس من خلال وثائقه. ونظرا إلى ثراء هذه الآثار التي امتدت أكثر من نصف قرن وشملت المغرب والمشرق، اكتفى المؤلفان بالوثائق المتعلقة بتونس، وقسّما الكتاب إلى أربعة أقسام تبعا للمسار السياسي للشيخ الثعالبي : 1 - نشاطه الإصلاحي من البداية إلى سنة 1919 وبالخصوص محاكمته سنة 1904 وإصداره «الروح الحرّة في القرآن 1906( » ( وتعاونه مع دعاة التحديث )خاصة علي باش حامبة( وبعث الجامعة الإسلامية والتصوّرات الأولى للاتّحاد المغاربي. 2 - تأسيسه للحزب الدستوريّ ) 1920 ( ومساعيه لترسيخه في كافّة أنحاء البلاد. ولقد ركّز الشيخ الثعالبي مطالبه على الاستقلال، لكنّه اضطرّ إلى الهجرة بعد فشل مساعيه. 3 - الدفاع عن القضايا العربيّة والإسلاميّة )مؤتمر الخلافة في القاهرة سنة 1926 ، المؤتمر الإسلامي الأول بالقدس سنة 1931 ، الخ...( 4 - بعد عودته إلى تونس ) 1937 ( حاول الشيخ الثعالبي توحيد الحركة الوطنيّة التي انقسمت إلى مكتب سياسيّ )الحزب الدستوري الجديد( وإلى لجنة تنفيذية. وأخفقت هذه المحاولة بسبب تصلّب المواقف من الجهتين. وإلى مماته سنة 1944 ظلّ الشيخ عبد العزيز الثعالبي يؤمن بفكرة إحياء الأمّة العربية بروح الإسلام، مع الاعتماد على التوفيق بين الحداثة والإسلام وتطوير جوانب الإصلاح فيه. وتشهد آثاره الأدبيّة والسياسيّة والفكريّة على نضوج فكره وسعة إنجازاته ودقّة تصوّراته وتشخيصاته السياسيّة، منها ما ظهر ومنها ما هو بصدد النشر.