يرصد هذا الكتاب أهمّ الأحداث التاريخيّة والظواهر الحضاريّة في القيروان
بالاعتماد على عدّة مصادر منها «البيان المغرب » لابن عذاري و «الكامل » لابن الأثير
و «تاريخ » ابن خلدون و «فتوح البلدان » للبلاذري و «رياض النفوس » للمالكي
و «الحلة السيراء » لابن الأبّار و «معالم الإيمان » للدّباغ وابن ناجي.
ينطلق هذا المسح التاريخيّ من فتح إفريقيّة وعهد الولاة حيث واجه الفاتحون
العرب ثورات وفتنا متتالية )ثورة الكاهنة وثورة كسيلة بالخصوص( وحيث تكبّدوا
هزائم وخسائر كثيرة. ثم يتعرّض إلى استقرار الدولة في عهودها الثلاثة الأغلبيّة
والفاطميّة والصنهاجيّة وإلى ما شهدته القيروان خلال هذه العهود الزاهرة من
توطّد في العلاقات بينها وبين الحجاز ثم دمشق ثم بغداد، ومن تكاثر للمذاهب
والفرق وما ساد من حريّة فكريّة وما نشأ من مدارس في الفقه )سحنون وأسد
ابن الفرات( والتصوّف والجدل في العقائد والأدب )علي الحصري وابن رشيق وابن
شرف( والطبّ )ابن الجزّار(. وفي الكتاب وصف لظواهر حضاريّة مثل انتشار التعليم
وتكاثر المكتبات وتفشّي ظاهرة البذخ والترف وإشعاع الثّقافة الإسلاميّة على كامل
بلدان المغرب العربي والأندلس والبلدان الإفريقيّة الإسلاميّة. وينتهي هذا العرض
بوصف نكبة القيروان وما أصابها من تخريب على أيدي أعراب بني هلال وبني سليم
في آخر الدّولة الصنهاجيّة.
ينضاف هذا الكتاب إلى مجموعة الكتب التي يشارك بها المجمع التونسي «بيت
الحكمة » في الاحتفاء بالقيروان عاصمة للثّقافة الإسلاميّة.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات