عرف «عميد الأدب العربي » ناقدا جريئا ) «في الشعر الجاهلي »(، واشتهرت ترجمته الذاتية الرائعة ) «الأيّام »( شهرة كبيرة، وتنوّعت مؤلفاته في فنون الأدب الرمزي وأدب الخواطر وأدب الرحلة إلخ... ولكن كان لطه حسين اهتمام آخر لم يتعمّق في دراسته الباحثون، وهو اهتمامه بالتاريخ. فقد كان معنيّا بالتاريخ اليوناني والتاريخ الروماني، وكان همّه الأكبر في التاريخ الإسلامي في أدقّ فتراته، خلال القرن الأوّل للهجرة، وهو ما تجلّى خاصّة في جزئيْ كتابه «الفتنة الكبرى » : عثمان، علي وبنوه. في هذا البحث سعى المؤلف إلى التركيز على هذا الجانب الطريف من فكر طه حسين، في الأبواب الخمسة التالية : -1 ثقافته ودور الجامعة الأهليّة ثم الجامعة الفرنسيّة في تكوينه التاريخي، ونشاطه أستاذا ومؤلّفا في التاريخ. -2 رؤيته لحركة التاريخ ولوظيفة المؤرخ ومسؤولياته. -3 منهجه التاريخي، وهو قائم على الشك والتوثيق ونقد الأخبار والمصادر. -4 أهميّة العوامل المفسّرة للأحداث التاريخيّة، وهي العصبيّة القبليّة والدين. لكنّ طه حسين ركّز بالخصوص على العوامل الاجتماعيّة والاقتصاديّة التي كان يعتبرها النسيج الخلفي لحركة التاريخ. -5 طريقته في التأليف )المنحى العلميّ والمنحى القصصيّ الفنيّ( وخصائصه الأسلوبيّة : فقد اكتسى خطابه التاريخيّ صبغة أدبيّة، دون أن يؤدّي ذلك إلى «خيانة » التاريخ.