ببساطة ,لو أن أمريكا لم تتحد,لاستمرت الحرب الأهلية في عموم ولاياتها إلى هذه اللحظة.انتقل العنف إلى الخارج و أصبح طاقة لبناء الإمبراطورية .و ها هي تحارب في الخارج منذ نحو قرنين,و ليس أمامها من خيار إلا أن تحارب .ففي اللحظة التي ستتوقف فيها حروب الإمبراطورية في الخارج,ستعود نذر الحرب تخيم على أمريكا في الداخل ..آنذاك ستتصدع الإمبراطورية و يسخر التاريخ من الذين جعلوا منه مذابح و ذبائح لتطهير الذنوب و الدنس.ليست هذه رؤيا,إنها قانون التاريخ العنيد و الماكر.. و كانت أوروبا قد تقاتلت طويلا و لم يوجد أوروبي واحد لم يذبح أوروبيا آخر.دعاهم فلاسفتهم إلى الخرود من أوروبا الممزقة و الضيقة,فانتقل معهم العنف و الطغيان إلى بلاد العالم.بعد قرنين أو أكثر ,عاد الأوروبيون إلى أوروبا منهكين و لكن مثقلين بالتجارب و الدروس ليختاروا "السلام" ثم الاتحاد...و مع ذلك فهم لازالوا تحت إغواء العنف و الحرب.و إذن ماسبب كل هذا الدم في البلاد العربية ؟ لا سبب وجيه سوى أننا غير متحدين.فشلنا في بناء الدولة الأمة,فأصبحنا عدة دول تتقاتل داخل أمة واحدة بلا هدف و بلا سبب.سوف يطول زمن القتال و التقاتل,و سيعم عبر مجالات كثيرة و إيقاعات و موجات متعددة..و لن يكون أي "سلام" إلا طارئا,مؤقتا و مغشوشا .فالسلام الكبير للعرب يوجد في اتحادهم,و في صناعة مجالهم الجيوبولتيكي الحر و الحيوي.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات