يحرضنا الدكتور الهادي التيمومي,في بحثه الممتاز عن الحركة الصهيونية في تونس,على وضع "المسألة اليهودية"في تاريخ المجتمعات التي عاش فيها اليهود ,و ليس خارج التاريخ و في خصائص العرق...مما قد يدفع الباحث ,إذا ما إنساق وراء هذه السهولة إلى عنصرية ترتكب "صهيونية بريئة"بإلتقائه مع غيبية الفكر الصهيوني و خرافته.و إذا كانت الحركة الصهيونية في تونس حركة هامشية في الكثير من مراحلها,بمقياس علاقتها بالوعي اليهودي العام,و بمدى الدور الذي إحتله في مجمل الحركة الصهيونية العالمية ,فإن ذلك يعود إلى خلو الحياة الإجتماعية و السياسية التونسية من المناخ الصالح لإغتراب اليهودي عم مجتمعه ,و لوقوع المجتمع التونسي بكل طوائفه في صراع مع إحتلال أجنبي لم يتمكن لأسباب متذبذبة ,أن يحوله إلى صراع داخلي بين العرب و اليهود ,إلا بقدر ما كانت المسألة تنسجم مع العامل الإقتصادي الذي كان هو المحدد الرئيسي للعلاقة بين عرب تونس و يهودها.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات