رغم أنه لم يكن للموقع الحدودي قبل الاستعمار الفرنسي للجزائر تأثير على نمط عيش المجموعات القبلية و لا على علاقات التواصل التاريخية التي طالما كانت تربطها,بيد أن الاستعمار الفرنسي رأى في ظاهرة التواصل و حالة الانصهار التاريخية بين القبائل التخومية مصدر قلق,و هو ما جعله يعمل على وضع حد نهائي لهذه الظاهرة بانتهاجه اسلوب الفصل و تحويل الحدود من فضاء تواصل الى عامل انفصال ساهم في تغيير نمط عيش الاهالي من الجانبين,و نتيجة لذلك أصبحت مسألة الصراع حول المجال خلال القرن التاسع عشر هاجسا كبيرا لدى قبائل الوسط االغربي و جيرانها من قبائل "الغرابة" و بات الدفاع عن وحدة المجال الحيوي للمجموعة القبلية الداعم لترابطها و تضامنها بهدف حمايته تحت غطاء ايديولوجي يمثل الانتماءات و العلاقات الدمية بين القبائل.فما مدى انعكاس تلك التحولات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية التي عاشت على وقعها القبائل الحدودية بمنطقة الوسط الغربي,و مامدى خطورة التدخل الفرنسي بالجزائر و تأثير ذلك على طبيعة و خصوصيات المجال للقبائل الحدودية التونسية الجزائرية؟
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات