إذا كانت بلاد اليمن بما تمثله من عمق تاريخي و ثقل حضاري كبيرين كفيلة بأن تظل على محط اهتمام المؤرخين.فإن هذه الأحقية ما تلبث أن تتحول إلى مطلب ملح و متأكد إذا تعلق الأمر بفترة من الفترات الهامة و المفصلية في تاريخ هذا البلد شأن العهد الأيوبي .الذي رشحته أهميته و أهلته فرادته و خصوصيته ليمثل الإطار الزماني ;الذي تتنزل في سياقه هذه الدراسة المونوغرافية و ذلك لما كانت شهدته بلاد اليمن.طوال هذه المرحلة من تاريخها,من تطورات سياسية و حضارية متنوعة كانت في جزء كبير منها بمثابة المنعرج الحاسم في تاريخ هذه المنطقة و أساسا لتحولات بليغة سيعكس مظاهرها و معانيها بأكثر جلاء التاريخ اللاحق .فمع الأيوبيين سيعود الجزء الأكبر من هذا الإقليم الطرفي و المشتت إلى خارطة العالم الإسلامي السني و سيستوعب من جديد مفهوم الدولة المركزية و ذلك على الرغم من جسامة المهمة في ظل واقع سياسي و مذهبي يتسم بكثير من الصعوبة و التعقيد.أما على المستوى الاقتصادي فستشكل هذه المرحلة بداية انتعاشة اقتصادية جديدة ستعرفها بلاد اليمن .بعد طور غير قصير من الضعف و الركود,و بالتوازي مع ذلك التطور السياسي و الاقتصادي ,الذي عاشته بلاد اليمن في ظل حكم الأسرة الأيوبية,سيشهد هذا الإقليم وجوها أخرى متنوعة من مظاهر التطور التطور الحضاري,التي انعكست آثارها جلية على البنى الاجتماعية و الثقافية و تركت بصمات بينة على الوجه العمراني لهذا البلد.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات