ليس للنهاية من معنى في التاريخ !إنها وهم,لكنه و هم ثقيل يدوس على أقدام المسافرين إلى الأمام و العائدين إلى الوراء..فالنزعة التقدمية التي وضعت أمام التاريخ هي شبيهة بالنزعة الماضوية التي وضعت خلفه.فمن يرسم وهم النهاية لايرسم وهم البداية. لذلك فإن التاريخ لا يستحقنا بثقله ووطأته و تواطؤه فقط,بل كذلك بمكره و أوهامه الحاملة لأفكار الهشاشة و الشعور بالذنب و العار ...إن فكرة عار التاريخ ليست أقل جنونا أو وطأة من تاريخ "العار".فثمة شعوب كثيرة,بل حضارات كثيرة قد دفنت تحت العار إلى حد تحولت فيه إلى جزء من "تاريخالعار العام"فالهشاشة البشرية أمام عربة التاريخ الساحقة الماحقة و المظفرة دوما,فهي جزء من ذلك العار… وفي "عودة الزمن الإمبراطوري"يطوف بنا الصافي سعيد في أرجاء تلك الفضاءات الجديدة ليرسم لنا نهايات عديدة للتقدم و الدولة و السيادة و الفحولة و الكتابة و الديمقراطية و العمل و السياسة و كذلك الصحافة...وأشياء أخرى في محاولة للعود عن بدء بحثا عن زمن عرفته البشرية في الماضي على نحو بسيط,و هي تستعد للتعرف عليه على نحو معقد و مركب:إنه الزمن الإمبراطوري.. لن يكون الزمن الإمبراطوري الجديد زمن السعادة المطلقة أو السلام الكامل أو الإنسان الحر,لكنه سيكون زمنا مليئا بالتضحيات و الأضاحي ,و مفتوحا على الفتنة و الفوضى ...زمنا تستحم بداخله عدة أزمنة!
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات