رُصِدَتْ القيروان لتكون مركزًا عظيما في المغرب والعالم الإسلامي لإشعاعها العلمي والثّقافي والحضاري. وصارت كلمةُ «القيروان» رمزًا حيَّا لحضارة عربيّة إسلاميَّة متألّقة، ولحياة فكريّة وثقافيّة مُزْدهرة أيَّما ازدهار طيلة قرون، وكان دعاء عقبة بن نافع للقيروان لتكون مليئة بالعلم والفقه ذا دلالاتٍ بعيدة على اتجاهات الحياة الفكرية في القيروان فيما بعد، خاصة ازدهار العلوم ومختلف الفنون بها، منها تفسير القرآن الكريم، وعلم القراءات، ورواية الحديث النّبويّ الشّريف ودراسته، والتَّفقُّه في النَّحو والصرف وسائر علوم اللُّغة، والتّميُّز في الأدب شعرا ونثرا، والاهتمام بجمع كلام العرب ونوادرهم وأخبارهم وأيّامهم وعاداتهم.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات