لا يخرج التطرف و الإرهاب من العدم، بل من صلب المجتمع التونسي بسبب الفقر و التهميش و الإستبداد. وهو دلالة اولا و اساسا على مشكلة اجتماعية، قبل ان يكون ازمة فكر، ان كان ذلك في تونس، او في ليبيا او في العراق. لقد تركت الحكومات المتعاقبة سواء في عهد حكم التريكا، حيث تقاسم بعض القائمين على اللعبة السياسية تركة بن علي الريعية، المشكلة الإجتماعية تتفاقم، وهي التي كانت في اصل الثورة. و بقيت مؤسسة الدولة معطلة بفعل تناحر السياسيين على السلطة، و لم تقم برغم كل التحذيرات بأي شيء يجعل الناس في الولايات الفقيرة و المهمشة والتي تنتمي الى تونس العميقة يشعرون ان الثورات اتت لتحسين احوالهم المعيشية. ما من شك في ان من غزا العراق قبل عشر سنوات، وليبيا قبل اربع سنوات، ويواصل فرض قراراته و إرادته على شعوب المنطقة العربية، اسهم بشكل كبير في اطلاق عملية زعزعة الاستقرار، وتدمير الدول الوطنية، وهي النتيجة الواضحة اليوم عمليا في سائر الشرق الأوسط، و شمال إفريقيا.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات