وزبدة الحجة التي نعتمد عليها هي أن نفينا للسلط الروحية هو عينه أهم مضمون الرسالة التي جاء بها القرآن الكريم. فالأنبياء أنفسهم بنص القرآن الكريم لا سلطان لهم على الضمائر و مهمتهم الأساسية تحرير البشر من السلطان الروحي المتعالي على الضمائر التي يدعى أصحابها للتفكر و التدبر و التذكر واجبا عينيا عليهم كمكلفين : وظيفة الأنبياء الأساسية هي المساعدة على تحرير البشر من طاغوت أدعياء السلطان الروحي الذي يجعل البعض للبعض أربابا.
وإذا كانت نبوة محمد صلى الله عليه وسلم غاية النبوات ورسالة الإسلام خاتمة الرسالات فهما قد تضمنا العلاج المحرر من الوسطاء بعدهما و من أي دعوى لسلطان للأنبياء قبلهما بمقتضى الكثير من الآيات الواردة في القرآن. لذلك فإن كل محاولة لجعل التعليم الديني يصبح مصدرا لسلطة روحية تكذيب للرسول وليس إرثا لتعليمه : ذلك أن سورة آل عمران كلها مخصصة لما يمكن أن ينتج عن هذا السلطان من تحريف للدين بحكم التواطؤ الحتمي بين السلطانين الديني و السياسي...
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات