الآن و قد أنهينا هذه المرحلة الثانية مع الشيخ محمد الخضر حسين,و بعد أن أغرانا البحر بالعودة فعدنا,و أغرتنا شعابه بالغوص فغصنا,نجد من الضروري التأكيد على ما يلي إن النصوص التي إخترناها ,هي مجرد عينات و نماذج و هي تستمد قيمتها من أنها تدلنا على آراء الخضر حسين,و هي كذلك إشارات توجهنا إلى مواطن هذه الأفكار و المواقف.إننا مهما تجردنا من ميولنا,و ما نحمله من آراء و مواقف,و مهما تسلحنا بالموضوعية و الحياد ,فمما لاشك فيه أن اختيار النصوص ,يعبر بالضرورة عن ميولنا الشخصية ,التي تكشف عن آرائنا و مواقفنا.إن اختيارنا لهذه النصوص لا يعني أفضليتها على غيرها من النصوص التي أغفلناها ,أو التي لم يقع عليها اختيارنا فإن كنا بما بذلناه من جهد في الاختيار,و في الشرح و في النقد ,قد أصبنا القبول من القارئ ,فذلك غاية مانرجو و ما نريد. و إن كنا لم نصب من نفسه القبول,فيكفينا أننا فتحنا أمامه أبوابا,و منافذ ,و مسالك إلى فكر الخضر حسين,و سهلنا له سبل الولوج إايها و أغريناه بما وصفنا له,أنيجرب الإبحار مثلما أبحرنا,و أن يعيش تجربة الغوص مثلما غصنا;
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات