لو تأمّلنا السؤال سطحيا لأربكتنا نقطة الاستفهام التي تنتهي بها الجملة.
قد يوهمك صاحبه أنه يعاني من شك وأنه في حيرة من أمره وأنه ينتظر إجابة ما تقنعه وتشفي غليله، والحال أننا أمام تغليف خبيث لردّ غير منطوق به لأننا أمام ذلك النوع من الأسئلة التي لا تحتمل إلا جوابا واحدا وهو هنا أننا لسنا أهلا للديمقراطية .
ومن البديهي أن ّ "نحن" الموجود في السؤال يعود على العرب أوالأفارقة "المتخلفين" وبصفة عامّة الشعوب غير الغربية.
ويعني هذا أننا لسنا أمام سؤال حقيقي وإنما أمام موقف .فما خلفيته وكيف التعامل معه؟
نعم، أثبتنا للعالم بما لا يدع مجالا للشك أننا أهل للديمقراطية، وأبهرناه بنضجنا ونحن نقود مرحلة انتقالية صعبة، وننظّم انتخابات حرة ونزيهة، ونبني مؤسساتنا القانونية الواحدة تلو الأخرى في ظل توافق سياسيي قلّ نظيره.
لكن هل يعني هذا أننا عبرنا للضفة الأخرى بسلام وانتهى الموضوع؟ طبعا لا، فإشكالية الجدارة لا زالت مطروحة وستبقى كذلك حتى وإن تغيّر مستواها.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات