إنّ الدّين، بما هو ظاهرة اجتماعيّة كليّة، في علاقة مباشرة مع كلّ ما يمسّ
الحياة. هو انعكاس للمجتمع بقدر ما هو نتاج له. وتتأسّس أفضل طريقة في تناوله
على دراسة آفاقه التبادليّة مع غيره من حقول الفكر ومجالات النشاط البشري، في
مستوياتها المختلفة من اقتصاد وسياسة وثقافة.
وأكّدت المداخلات في هذا الملتقى على أنّ الانحراف والظلاميّة لا ينبغي أن
يحجبا عنّا النظر فيما اضطلعت به الديانات في كل المجتمعات من أدوار متعدّدة
ووظائف مشروعة وهامّة، متأتية ممّا توحي به وتكرّسه من تضامن مشترك بين
الأفراد والجماعات. فهي التي وهبت الإنسان الاطمئنان اللاّزم إزاء مختلف التخوّفات
والهواجس التي تنتابه فيما يتّصل بالعالم الآخر، عالم الغيب. وعلاوة على ذلك،
تشحذ الاديان همّة الإنسان في مواجهة المستقبل وما يتهدّده من طوارئ التاريخ
وتقلّباته.
إنّ مهمّات متجدّدة تدعو اليوم الأديان أن تستعيد حيويّتها، على أن تكون في تناغم
وانسجام تامّيْن مع مشاغل العصر الراهن. لا يمكن للدّين أن يكون إلاّ سمحا. فنحن
مدعوّون إلى التيقّظ والانتباه لأنّ الدّين يعني، في نهاية الأمر، الإصغاء للآخر في
إطار حيّز الحرية الممنوح له.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات