سنُعنى، في هذا الكتاب النّاظر في التّرابط وفكّه بين الدينيّ، والفلسفيّ، والخلقيّ، بنُتفٍ من السّير الإنسانيّة، على اختلاف أنماط السّلوك المنجز والمأمول أو المنشود، فهمًا، ومنهجًا، تاريخيّا ووثائقيّا، واقعيّا ومثاليّا، حسّا وعقلاً، بثلاثة أركان نظريّة، أوّلها ركن الذّهنيّة، ومدى اقتدارها على التصوّر، والإدراك، والفهم، من جهات مبدأ الاقتدار على التوسّع في فضاء البناء النّظريّ، ومبدأ سلّم التّرقّي في درجات التّجريد الفكريّ والعقليّ، ومبدأ حدود الإحاطة بمطالب الموضوع وأشراط التئامه، الشّكليّة والمضمونيّة، ومبدأ سعة الاقتدار على إنتاج العلاقات الواصلة والفاصلة، بينها، من شتّى الجهات، ومبدأ إمكان ردّ الفرعيّ إلى الأصليّ، والجزئيّ إلى الكلّيّ. ويمكن أن نجمل تلك المبادئ الخمسة، في ثلاث قواعد عامّة، وشاملة، هي قاعدة البناء والتّركيب، وقاعدة التّنظيم والتوزيع، وقاعدة الضمّ والتّجميع.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات