وكان الدّين عماد التّجربة التّحديثيّة اليابانيّة اشتُقّت منه أغلب المفاهيم اليابانيّة الحديثة سياسيّةً واقتصاديّةً وفكريّةً وإيديولوجيّةً عبر العودة إلى الكتاب الشّنتوي المقدّس " كُجِكي" والاستلهام منه ، في حين هُمّشت أغلب المقاربات التّحديثيّة العربيّة المستندة إلى ذات التوّجه، لتأثُّرِ الفكر العربي الحديث بالفكر الغربي ومحاولة اتّباع المسار التّحديثي الّذي توخّته التّجربة الغربيّة، رغم اختلاف المكوّنات الحضاريّة العامّة للمجتمعَين العربيّ والغربيّ. واعتَمد الفكر الياباني المعاصر على نظريّة النّسبيّة الثّقافيّة ليبيّن أنّ المفاهيم الغربيّة رؤى ثقافيّة مخصوصة نابعة من حاجات حضاريّة غربيّة صِرفة، ولا تنسجم مع المركّبات الثّقافيّة والاجتماعيّة والنّفسيّة الآسيويّة عموما واليابانيّة خصوصا، في حين اعتَبرت الثّقافةُ العربيّة الحديثة والمعاصرة الحداثةَ الغربيّة نموذجا كونيّا في مفاهيمه ومناهجه ومقارباته، وراحت تطبّق هذه المفاهيم والمناهج والمقاربات على الفكر العربي الإسلامي في كلّ مفاصله!
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات