لا يزال سؤال النهضة يؤرقني منذ عدّة عقود كما يؤرّق ملايين العرب (وأخصّهم هنا بالذكر لأنهم المعنيون دون غيرهم من المسلمين) ويستفز نخبهم و مثقفيهم بشكل خاص.
وكانت رؤوسنا الصّغيرة، ونحن أبناء الأيام الأولى لاستقلال أوطاننا من ربقة الاستعمار المباشر، تمتلئ بأحلام البناء و التشييد، أحلام بالوحدة و التقدم و الرفاه. وكانت بناءاتنا النفسية و مجمل طموحاتنا الدافعة بشكل كبير لحركتنا واسجاباتنا الشرطية محكومة بقاعدتين أساسيتين : تدور الأولى حول القناعة الثقافية و النفسية بأننا تجاوزنا مرحلة النهضة، وأننا نعيش زمن الثورة التي نستعد عبرها إلى ولوج الحداثة ؛ و تتمثل الثانية في اقتناعنا (الأعمى ) بأن طريق الحداثة يمرّ حتما بالشعارات الكبرى التي سوّقتها الثورة الفرنسية، و التي كانت بالنسبة إلى كثير من نخبنا و سياسيينا بغية الطالب و هدف المسيرة.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات