صدرت هذه الدراسات في نطاق التعاون بين المجمع التونسي «بيت الحكمة » والمعهد العربي لحقوق الإنسان، لكنّ الآراء الواردة فيها لا تلزم إلاّ أصحابها. وقد مهّدوا لها بنشر الإعلان بشأن التسامح الصادر عن منظّمة الأمم المتحدة، بمناسبة الإعداد لسنة 1995 بوصفها سنة الأمم المتّحدة للتّسامح. تناول الأستاذ ناجي البكوش، أستاذ القانون العامّ والعلوم السياسيّة بكليّة الحقوق بصفاقس، موضوع «التّسامح عماد حقوق الإنسان »، فعرّف التّسامح وأبرز أسسه الدينيّة والفلسفيّة والأخلاقيّة وتجليّاته على المستوى الدولي والوطني ثمّ ختم بمقتضياته. وعالج الأستاذ محمّد الطالبي مسألة الحرية الدينيّة في قالب تساؤل : هل هي حقّ من حقوق الإنسان أم قدر الإنسان؟ وخلص إلى أنّه : «لا وجود لحياة روحانيّة حقيقيّة بدون حريّة دينيّة... فحريّة الاختيار هي أكثر من أن تكون مجرّد حق من حقوق الانسان، وهي بالنسبة إليه قدر ونداء باطني مهيكل وموجّه. فهي ذات الإنسان .» أمّا الأستاذ عبد الفتّاح عمر فقد تطرّق إلى موضوع «الحرّية الدينيّة » متسائلا: «هل أنّ الظاهرة الدينيّة في أواخر هذا القرن وفي القرن الحادي والعشرين ستقوم على ترسيخ قيم الاحترام والتّسامح أم أنّها ستنبني على التطرّف والعنف والتكفير والتدخّل فيما للغير من معتقدات وما له من سلوكيات؟ أو بعبارة أخرى هل أنّ الظاهرة الدينيّة ستساعد على ترسيخ الحرية الدينيّة أم هل ستعصف بها في آخر الأمر؟ » وهو ما قد يهدّد حقّ الأفراد وبالتالي حقّ الشّعوب في السّلم.