لماذا اختيار إشكالية العقل و العقلانية موضوعا للدراسة دون غيرها من الإشكاليات ؟و إلى أي حد يستجيب البحث في هذه الإشكالية إلى التحديات التي يطرحها الواقع العربي؟ وهل من علاقة بين ضرورة البحث فيها,أعني هذه الإشكالية, وبين الانتشار غير المسبوق للعنف و التعصب و الانغلاق على يدي حركات الإسلام السياسي (إخوانية و سلفية) رغم وصول بعضها إلى السلطة و "تحرر" بعضها الاخر من القبضة الأمنية الصارمة للسلطات المنهارة بعد مايسمة ب "ثورات الربيع العربي"؟ أعنى إلى أي مدى يعد تعميق النظر في مفهوم العقل و طريقة اشتغاله و آلياته الخ...مدخلا ضروريا لمحاربة العنف و التعصب و الانغلاق الناشئين عن ممارسات "عقلية" منحرفة؟ و هل تعد "ثورات الربيع العربي" انفراجا سياسيا و اجتماعيا و فكريا أم أنها ,على العكس من ذلك ,لا تعدو أن تكون تعبيرا صاخبا عن استفحال الأزمة العربية المستمرة منذ قرون؟ للأجابة عن هذه الأسئلة و غيرها اخترنا طرق إشكالية العقل و العقلانية بوصفها إشكالية جامعة لمختلف القضايا الأخرى كالعلمانية و الديمقراطية و الحرية و مبدأ المواطنة و حقوق الإنسان.