كان قاسم أمين ) 1865 - 1908 ( من أبرز روّاد الإصلاح في مصر، واشتهر بالخصوص
بدعوته إلى تحرير المرأة. ولقد كتب هذا الكتاب ردّا على الدوق «داركور » الذي
أبدى آراء في شأن المصريّين، وتحدّث بالخصوص عن تخلّفهم «الدائم ». وممّا جاء
في ردّ قاسم أمين قوله : «ما كان يهمّني أن نكون في حالة تخلّف في الساعة الراهنة،
ولكنّ الشيء الذي ما كنت حقيقة أستطيع قبوله هو أن يكتب علينا حتما ألاّ نخرج
أبدا من حالة انحطاط دائم .»
إنّ تهجّم الدوق «داركور » على مصر والمصريّين ينطوي في الواقع على حملة
شرسة ضدّ الإسلام والمسلمين تندرج في سياق حملات مماثلة صدرت عن «تان »
و «رينان » وغيرهما في أوروبا. وكان ردّ قاسم أمين باللغة الفرنسيّة، وتولّى المجمع
التونسي بيت الحكمة تعريبه نظرا لأهمّيته.
يكتشف قارئ هذا الكتاب أنّ قاسم أمين – تلميذ الإمام محمد عبده والشيخ جمال
الدين الأفغاني – لا يرى من موقف إزاء هيمنة أوروبا واحتقارها إلاّ التصدّي لما
تفشّى في مسلمي ذلك العهد من خمول فكريّ وجهالة وانحطاط، وذلك بتوخّي
إصلاحات جريئة تشمل المؤسّسات السياسيّة والتعليميّة والنظام القضائيّ وترتكز
بالخصوص على تحرير المرأة ورعاية الأسرة والتمسّك بالقيم الإسلاميّة الأصيلة
والتسلّح بالعلم والقيام بنهضة اقتصادية شاملة، حتى تستعيد الأمّة مجدها الغابر
وتحتلّ المكانة اللائقة بها بين سائر الأمم.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات