إذا كانت الحركات الإسلامية قد تجاوزت مرحلة إثبات الذّات فإنّه لم يعد بالتّالي أيّ قيمة للأبحاث التي تفترض أنّ هذه الحركات هي تعبيرة عن ضريبة ظرفية لتحديث مجتمعات مازالت تختزن في لاوعيها الأسطوري والمقدّس أو هي إفرازٌ من إفرازات الانفصَام الحاصل بين التحديث الثقافي والتحديث الديمقراطي لمجتمعنا.
واليوم بعد الرّبيع العربي أجمع الدّارسون والمراقبون على أن الحركات الاسلاميّة أصبحت-وبدرجات متفاوتة- فاعلا رئيسيا في المجتمعات العربية والإسلامية ومحورًا مركزيا واهتمامًا مهمًا من اهتمامات الرّأي العام داخل دولها وخارجها لذلك تمّ تجنيد الباحثين والخبراء ومراكز البحث لرصد تحركاتها ونحن نرى أنه لن يكون المستقبل القريب والبعيد بمعزل عن مشروعها إن لم يكن المستقبل هو مشروعها ولقد صرّح الشيخ راشد الغنوشي منذ يوم 27 جويلية 1990 لمجلّة العلم المغربية "أنّ تونس لم يعد حكمها ممكنا دون الاعتراف بنا والتعامل معنا التعامل الحضاريّ الجاد" ولقد تحقّق له بعد الثورة المباركة ما أراد.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات