لقد سمح ظهور أنواع مستحدثة من المنطق باستيعاب ظواهر جديدة من الوصف اللغوي مثل المنطق الجهي و المنطق المتعدد القيم بل إن بعض اللسانيين ـــ مثل روبار مارتن ـــ قد بنوا مقاربات دلالية متينة بالاعتماد على التصور الصدقي بحيث يمكن أن نستخلص أن تقاطع الدراسات المنطقية و الدلالية بلغ مستوى لم يعد من الممكن معه التمسّك بفرضية استقلالية البنية اللغوية و لا التسليم بأن الانطلاق من اللفظ هو أفضل للوصف اللغوي. كيف و قد أحيى فلاسفة اللغة العادية مفاهيم أرسطو و أكسبوها بعدا إجرائيا منظما لدراسة المعجم.
هذه أهمّ السمات الغالبة على التفكير اللغوي و اللساني في النصف الثاني من القرن الماضي و هي الخلفيّة التي وجهت اختيارنا للنصوص التي بدت لنا ممثلة له و منبئة باتجاهات القرن الحالي.
لقد أقمنا اختيار هذه النصوص على أساس الاتجاهات الغالبة و هي: 1/ الاتجاه البنيويّ 2/ و الاتجاه التوليدي 3/ و الاتجاه التداولي 4/ و البحث المعجمي المحوسب.
لكننا لم نختر هذه النصوص لأهمّيتها النظريّة على صعيد البحث اللساني العالمي فحسب و إنما حرصنا على إدراج بعض الأبحاث التي توضّح طرافة التقليد اللغويّ العربيّ و نقاط الالتقاء الممكنة بينه و بين اللسانيات دون تمجيد مفتعل أو إسقاط متعسّف مثل أعمال إ.بنفينيست و بيار لارشي و جان كلود ملنار.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات