لم يستقرّ الجنس السير ذاتي إلاّ في السنين الأخيرة، ومازالت تكتنفه تساؤلات
عديدة : هل يمكن تصنيفه ؟ هل هو مرتبط بالثقافة الغربيّة دون سواها؟ هل يكتب
المرء سيرته الذاتية في نهاية حياته دائما؟ هل كاتب السيرة الذاتية يعرفه الجمهور
مسبّقا؟ ما هي دوافع من يكتب عن نفسه؟ الإصلاح أم التكذيب أم الثأر أم التباهي أم
هل الدافع هو التباري مع الزمن وخشية الموت أم هو الغرور؟
وبعد محاولة الإجابة عن هذه التساؤلات اعتمادا على النصوص أكثر من الاعتماد
على المبادئ، انتقل المؤلّف إلى المقارنة بين السيرة الذاتية والأجناس الأدبيّة القريبة
منها مثل المذكرات واليوميات الخاصة والرواية وغيرها.
وخلص المؤلّف إلى أنّ السيرة الذاتية تحافظ على وحدتها رغم تغيّر أشكالها
واستعصائها على الحصر، وهي السمة التي تبدو في نهاية الأمر أحسن ما نستطيع
أن ندرك بها جوهر حقيقة هذا الجنس. ولربّما كان ظهور السيرة الذاتية بمظهر
الرافض للتحديد والتقييد هو السبب الذي جعلها، رغم التكهّنات المتشائمة لمن
يريدون وأدها، ورغم ما ينشأ أحيانا من الإقبال عليها من إسراف، لا تني تستقطب أشدّ
المواهب الأدبيّة تنوّعا، وتخلب ألباب قرّائها وتسكرهم، لا بل تعيد إليهم رشدهم.
وينتهي الكتاب بقائمة في أشهر النصوص السير ذاتية في الأدب الغربيّ وبثبت لأهمّ
الدراسات حول هذا الموضوع.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات