طرق الشّاعر القيروانيّ محمّد الشّاذلي عطاء الله ) 1899 - 1991 ( جميع أغراض
الشّعر تقريبا لأنّه كان مطبوعا على قول الشّعر يتنفّس به عن نفسه كما يتنفّس
غيره عن خواطره بأيّ شكل من أشكال التعبير، فنظم في الفخر والرّثاء والغزل
والحكم والمواعظ، وفي وصف الطبيعة والوطنيّات والتأمّلات والإخوانيّات. وهو ما
تجلّى في ديوانه الّذي أصدره المجمع التّونسي «بيت الحكمة » في طبعته الثّانية
بمناسبة الاحتفال بالقيروان عاصمة للثّقافة الإسلاميّة سنة 2009 .
ولمحمّد الشّاذلي عطاء الله مجموعة شعريّة أخرى - تنشر بهذه المناسبة أيضا- وهو
ديوان الإلاهيّات والنبويّات وفيها يتجلّى إيمانه الصّادق حين يخلو إلى نفسه وحين
تنفتح أمامه مجالات التأمّل العميق ويرقّ حسّه في لحظات الابتهال لله ومُناجاته
والتفرّغ إليه وطلب العفو والغفران.
وإلى جانب الإلاهيّات يحتوي الدّيوان على قصائد عديدة في مدح الرّسول محمّد
عليه الصّلاة والسّلام بمناسبة الاحتفالات السنويّة بذكرى المولد النبويّ الشّريف ممّا
كان يتلوه الشّاعر بالجامع الكبير أو بمقام الصحّابيّ أبي زمعة البلوي، وكذلك
قصائد مطوّلة يرسلها مع أصدقائه وأقربائه في مواسم الحجّ والعمرة لتتلى على
ضريح الرّسول بالمدينة المنوّرة. كما يحتوي الدّيوان على قصائد في الإشادة ببعض
الأنبياء أمثال سيّدنا إبراهيم وسيّدنا موسى عليهما السّلام وبخصال أصحاب الرّسول
وتابعيه وبعض نسائه، وقصائد أخرى في مناسبات دينيّة مثل رمضان وغزوة بدر
وعيد الفطر وغيرها من المناسبات. ويشتمل الدّيوان في الجملة على نحو 230
قصيدة طويلة أو مقطوعة قصيرة، وتمتاز لغتها بالغزارة والثراء وبالاقتباس من
القرآن الكريم والحديث النّبوي الشريف.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات