يحملنا النص الأدبي مشاق فهمه و تأويله.ذلك أن القارئ لا يطمئن إلى ظاهر القول و سطح النص بل عليه النفاذ إلى أعماقه بغية إماطة اللثام عما خفي من المعاني ,و تلك هي اللذة الحقيقية للقراءة لذة تكشف الدور بفضل صبرها على تلك المشاق.و لذلك فعمل القراءة لا ينبغي أن يكون إجراء إنسياقيا ينقاد بمقتضاه القارئ لآراء المؤلف نفسه أو لأحكام الناقد بل يجب أن تكون القراءة عملا مخبريا يروم فهم النص و تأويله إنطلاقا من الإنصات إلى النص في حد ذاته.و من شأن هذه القراءة أن تقدم فهما عميقا قد يكون مخالفا بل و مناقضا لما هو سائد من القراءات و الأحكام المترسبة في المباحث النقدية قديمها و حديثها.و من مخاطر هذا الترسب تنميط النصوص و تدجينها و تحنيطها.إن المؤلف قد يكون وراء مثل هذا التحجير إن بشكل كلي أو جزئي عندما يرسم مسبقا أفق إنتظار معين لنصه يجعله بمنزلة ميثاق(عقد) قراءة يربطه بالقارئ,فينقاد الدارس العجول إلى رصد تجليات الأفق المرسوم وفق السياج الذي أحاط به المؤلف نصه.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات