تندرج هذه المختارات ضمن سلسلة من الدراسات خصّصها «بيت الحكمة » في
التسعينات لتاريخ الأدب التونسي الحديث والمعاصر، وتهدف إلى إلقاء الأضواء على
الرواية بتقديم نماذج منها. أمّا اتجاهاتها وقضاياها فقد دُرِست ضمن كتاب في نفس
السلسلة بعنوان : «إشكاليّات الرواية .»
قد تتبادر إلى الذهن أسئلة من نوع : كيف يُقتطع نصّ من بناء روائيّ متكامل
ولماذا؟ أليس في الاقتطاع نوع من التعسّف؟ في الواقع لا يقوم الاختيار على ذوق
صاحبه فحسب، بل فيه انفتاح على مراجع فكريّة متنوّعة تتجمّع في ما يشبه المنهاج
المتّبع، فإذا بالمختارات لا تنحصر في اتّجاه روائيّ واحد بل تتنقّل بين أسماء وعناوين
روايات تختلف عن بعضها بعضا في التوجّه الإبداعيّ والموقف السياسيّ وفي القيم.
وهي، علاوة على ذلك، تؤالف بين مناحي التقليد والتجديد والقديم والحديث دون
أن تهدم النسق التطوّريّ.
وتعدّ هذه المختارات نصوصا متفرّدة بأساليب خاصّة، لا يكرّر بعضها البعض الآخر،
وتتماثل في كونها «أجهزة » متناظمة تمتدّ أحيانا لتشمل فصولا أو أجزاء فصول
أو فقرات يوحدّ بينها ضرب من «الإيقاع »، هو التركيب السرديّ المنتظم يتوقّف
دون أن يخلّ ذلك بترابط خيوط النسيج الحدثيّ. وملامح الشخصيّة الروائيّة تؤثر
في نسق تطوّر الأحداث وتتأثر به في حدود فضاء تمّ فصله عن الفضاء السرديّ
الجامع.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات