إيمانا من بيت الحكمة أنّ طرح قضيّة آفاق الثقافة التونسيّة لا ينبغي أن يتمّ دون
الاستناد إلى المرجعيات الكبرى ودون العودة إلى تاريخها البعيد والقريب، تمّ تعريب
هذه الدراسة الهامّة، وهي أطروحة الدكتور الشاذلي بويحيى، التي كتبها باللغة
الفرنسيّة.
دامت الفترة المدروسة قرنين كاملين ) 972 - 1160 م(. وشهدت ازدهار إنتاج أدبيّ
يعدّ من أوفر ما عرفه تاريخ بلادنا ومن أشدّه تألّقا، وسادت هذه الفترة مدرسة سمّاها
المؤلّف : «مدرسة القيروان الأدبيّة ». وبسبب الفقدان شبه الكامل لبحوث ودراسات
مفردة، كان من الضروريّ في القسم الأّول من الكتاب إجراء حصر شامل للمؤلّفين،
حياتهم وآثارهم، وتخصيص القسم الثاني لتبويب أصناف هؤلاء الأدباء وضروب
نشاطهم ضمن الإطار العامّ المفصّل لظروف الحياة الأدبيّة وملابساتها، في حين تضمّن
القسم الثالث حصيلة تأليفيّة حول الشعر والنثر، سواء فيما يتعلّق بالموضوعات
والأغراض والمعاني، أو فيما يخصّ المظهر والشكل والأسلوب والخصائص العامّة.
وتناولت الخلاصة الختاميّة العامّة جملة هذا النشاط الأدبيّ الذي ميّز مدرسة القيروان
الأدبيّة.
ونبّه المؤلف إلى أنّه عبّر، في كثير من الأحيان، عن وجهة نظره الشخصيّة حول
قيمة المؤلفات، فوافق أحيانا بعض النقّاد الذين أورد حكمهم وخالفهم أحيانا، لأنّه
يرى أنّ الدراسة الأدبيّة يجب أن تتضمّن قدرا من النقد الأدبيّ.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات