يعدّ هذا الكتاب تواصلا لكتاب «الأدب في العهدين المرادي والحسيني » الصادر
سنة 1989 ، ولكتاب : «مختارات من الأدب في العهدين المرادي والحسيني » الصادر
سنة 1990 . ولقد تجلّت من خلال الكتابين حركة إحيائيّة مهمّة، إذ عمّر المراديّون
ما خلّفه الحفصيّون من معاهد، ثم زادوا فأنشأوا المدارس والجوامع ونصّبوا بها
المدرّسين. كما اتّضح أنّ اللغة العربيّة تعايشت مع اللّغة التركيّة، فظهرت الكتابة
الديوانيّة، وانتشر النثر العلميّ في الكتابات الفقهيّة والتاريخيّة والتراجم والتحليات،
إلى جانب النثر الفنّي في الترسل الرسميّ والإخوانيّ وفي التقاريظ والتوشيحات.
كما تكاثر عدد الناظمين فجاء شعرهم لا يقلّ عن النثر الفنّي تكلّفا وزخرفا.
ولكن يعدّ هذا العمل تطويرا لأنّ الأستاذ الهادي بن حمّودة الغزّي توسّع في
البحث فاستفاد من عدّة مصادر لمّ شتاتها، ومعظمها مخطوط، كالمجاميع والكنانيش
والرسائل والشروح والكتب الموسوعيّة وغيرها. وأفضى ذلك التوسّع إلى تحليلات
دقيقة وشاملة للأدب في العهد التركي، بالاعتماد على آثار أربعة من أعلامه
المغمورين نسبيّا وهم : الشريف السوسي وأبو الغيث القشّاش وتاج العارفين البكري
وابن أبي دينار.
وبالإضافة إلى تراجم ضافية لهؤلاء الأعلام الأربعة، يتضمّن الكتاب نصوصا
مختارة من شعرهم و/ أو نثرهم )ثلث الكتاب تقريبا( وفهرسا للمصطلحات الرائجة
في العهد التركي في عدّة مجالات، وثبتا للمراجع والمصادر)بما فيها المطبوعات
والمخطوطات والدوريّات(.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات