ولد «كاميلو خوسي ثيلا » من أب إسباني وأمّ إنقليزيّة وجدّة إيطالية. درس
وسافر ومارس الصحافة والشعر والسينما والرسم ومصارعة الثيران، وتسكّع في ربوع
إسبانيا طولا وعرضا، وهو ما مكنّه من الغوص في واقعها المتناقض والتعرّف على
تاريخها المتلاطم. وألقى «ثيلا » عدّة محاضرات بالجامعات الإنقليزيّة والأمريكيّة
ودخل إلى المجمع اللغويّ الملكي بإسبانيا سنة 1957 .
أمّا مؤلفاته فهي غزيرة تفوق الخمسين عنوانا، وقد كُتبت حولها مئات المقالات
والكتب والأطروحات. ومُنِحَتْ له جائزة «نوبل » للآداب سنة 1989 ، خصوصا بعد أن
اشتهرت روايته «عائلة بسكوال دوارتي » التي ألّفها ونشرها سنة 1942 ، وقد وصلت
اليوم إلى طبعتها العشرين، وترجمت إلى عدّة لغات عالميّة.
اعتبرت هذه الرواية حدثا فنيّا متميّزا في الأدب الإسبانيّ بعد الحرب الأهليّة، وكان
تأثيرها كبيرا في جيل أدباء النصف الثاني من القرن الماضي. وهي ليست مجرّد
تحليل لحالة اجتماعيّة بقدر ما هي ظاهرة أدبيّة ذات بعد إنسانيّ.
إنّ «بسكوال دوارتي »، بطل الرواية، يجسّم في لا شعوره الفطريّ سموّ النفس
البشريّة رغم منزلته الفكريّة المتواضعة التي تقترب أحيانا من البدائيّة المتوحّشة.
ولئن لجأ للعنف فما هو إلاّ امتثال تلقائيّ لنداء العدالة في نفسه وانفجار ألم دفين
وليد البؤس والشقاء والقنوط.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات