ياخذنا العادل خضر في رحلة أدبية الى متحف الادب القديم بمسالكه ومساراته الوعرة أحيانا ومتاهته ةتعرجاته المدوخة أحيانا أخرى ولكنها في الحالات جميعا لا تخلو من متعة وتشويق.
اما المتعة فتلتمس اول ما تاتمس في الحكايات التي ينتقيها للدرس والفحص وفي الشواهد التي يختارها بعناية بيحلي بها حواشي المقالات ويبثها في المتون كالقلائد. وأكثرها عند التامل من جوامع الكلم والأفكار التي تثير التعجب اثارة تدفعنا الى ان نردد مثل شمس الدين التبريزي "ما هذا؟" وانت تجد المتعة أيضا وبالخصوص في أسلوب النظر الى النصوص التي يشققها والمفاهيم التي بها يتوسل اليها ليفتق اكمام الاقاويل الأدبية وغير الأدبية مظهرا ما خفي فيها منيرا ما بدا معتما منها. و اما التشويق فتجده في تلك الاقوال الصادمة التي يفاجئك بها منثورة هنا وهناك كاسئلة الالغاز تبحث لها عن جوابات. فيقرر العادل خضر مرة "ان العلاقة بين الابداع والمؤلف افتراسية أحيانا التهامية أحيانا أخرى ويعن له مرة أخرى ان يؤكد ان اصل الادب العربي قد كان بعمل القتل ويسترسل مرة ثالثة في جلبك الى فضاء الدهشة والحيرة زاعما ان "الكتابة ضرب من الانتحار المؤجل وتقنية من تقنيات الموت" او هي "الرغبة في اليتم والتدمير القاتل للاب". ولهذا في الكتاب اشباه ونظائر كثيرة غزيرة. وما الذي عندك غير ان تسال "ماهذا؟" منكرا او متعجبا او مستفهما مجرد استفهام عسى التحليل يشفي غليلك وانت تنتظر جوابا يزيل عنك الحيرة ويرفع الحجب؟ فاذا هو يمعن في لعبته المشوقة المرهقة مرسلا شرارات من المفاهيم النقدية الصارمة ونيرانا كثيفة من تحليل الدلالات وبسط القضايا وتنويرات من الاقوال والاراء والنظريات تتفاعل في نصه كما ترابطت في عقله وان بدت لك اول الامر متباعدة متدافعة.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات