صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب منذ ثلاثة وأربعين عاما، فتخاطفها القرّاء
والباحثون وأصبحت نادرة الوجود، شبه مفقودة. ورأى المجمع التونسي «بيت
الحكمة » إعادة نشر هذا الكتاب نشرة منقّحة مزيدة تظهر بمناسبة الاحتفال بالقيروان
عاصمة للثقافة الإسلاميّة.
يتضمّن هذا الكتاب دراسة ضافية عن القيروان في عهد الصنهاجيّين وعن شاعرها
العبقريّ أبي الحسن علي الحصري الذي كان مع صنويه ومعاصريه ابن رشيق وابن
شرف ثالث الثالوث الذي تفخر به القيروان، بل كان قمّة الهرم بآثاره التي جمعت
هنا وهي : 1( الرسائل، 2( ديوان المتفرّقات، 3( الداليّة «ياليل الصبّ » ونماذج من
معارضتها، 4( ديوان المعشّرات، 5( اقتراح القريح واجتراح الجريح، وهو ديوان يشمل
نحو ثلاثة آلاف بيت رثى فيه الحصري ابنه عبد الغنيّ، أحبّ أولاده إليه من زوجته
الغادرة التي أُرغم على فراقها. وكان الطفل قد أصيب - وهو في التاسعة من عمره-
بنزيف من أنفه أسال نفسه مع دمائه، ففجع به والده وخلّده في شعر صادق مؤثّر،
سارت به الركبان.
ويحتوي الكتاب على ملاحق وفهارس وجدول للمصادر والمراجع التي ظهرت بعد
الطبعة الأولى. وفي الجملة، فهو مصدر ثريّ يرجع إليه المؤرّخ والباحث في أدب
القرن الخامس للهجرة وحضارته التي امتدت إلى أطراف المغرب والأندلس.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات