سعى الاستعمار إلى فرض هيمنته الثقافيّة على الشعب الجزائري إلى جانب هيمنته
السياسيّة والاقتصاديّة، فاضطر عدد كبير من الجزائريّن إلى مهاجرة وطنهم، تارة
لطلب العلم من المعاهد العلميّة المجاورة كالزيتونة بتونس والقرويّين بفاس،
حفاظا على عروبتهم وإسلامهم، وتارة للنضال في سبيل قضيّتهم الوطنيّة بالكتابة في
الصحف التونسية والمشرقية. وخلال أكثر من نصف قرن، أمكن للصحافة والمجلاّت
والنشريّات الطالبيّة والسياسيّة التونسيّة أن تحتفظ بتراث زاخر من العمل الإبداعي
والفكري من شعر وقصّة ورواية.
عالج المؤلف في الباب الأوّل الشعر الجزائري والمقاومة وإسهام هذا الشعر في
الدعوة إلى الثورة ضدّ المستعمر. وفي نفس الباب، أبرز مدى وفاء الجزائريّين للبيئة
التونسية التي عاشوا فيها وارتبطوا بمختلف أحداثها الوطنيّة وشاركوا في نشاطها
السياسيّ والثقافيّ والاجتماعيّ. أمّا الباب الثاني فقد أفرده للقصّة والروّاية )نضال
القرية والمدينة، دور المرأة الجزائريّة في المقاومة...( وقدّم منتقيات من القصائد
والقصص، مع روايتين نشرتا لأوّل مرّة في تونس في الخمسينات، كما قدّم تقييما
لهذا الإنتاج الأدبيّ أسلوبا ومضمونا.
وظلّ هذا الإنتاج متواصلا، منذ صدور أوّل مقالة فكريّة في سنة 1907 إلى سنة
1962 ، سنة استقلال الجزائر مع تنوّع وتطوّر، ولم ينقطع إلاّ في الفترات التي
تعطلت فيها الصحافة التونسيّة من قبل السّلط الاستعماريّة.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات