رواية جديدة يمكن تصنيفها ضمن أدب السجون، وتكتسي هذه الرواية أهميّة بالغة لأنّها أوّل عمل أدبي يروي عذابات من اكتووا بنار القمع والاضطهاد السياسي والديكتاتورية في تونس زمن نظاميْ الحبيب بورقيبة وبن علي معا.
يستعرض مؤلّف "أحباب الله" على مدى صفحات الرواية تفاصيل مؤلمة إلى حدّ الصدمة حول ظروف الإيقاف والتعذيب الذي تعرّض له رفقة العشرات من أمثاله من التلاميذ، وعن الصراع اليومي الأليم للتلاميذ المساجين للبقاء على قيد الحياة في السجن والإفلات من الجنون وعالم الإجرام الذي رمت بهم أجهزة الدولة فيه، ثم لاختراع طرق لا يتوقّعها السجّان للبقاء على اتّصال بالعالم الخارجيّ.
كما يتطرّق الكاتب لشخصيّة عون الأمن الذي يمارس التعذيب ثم يعود هانئا إلى أسرته، يقبّل أطفاله دون أن يفكّر لحظة في أولئك التلاميذ الصغار الذين رمى بهم في الجحيم، أيضا شخصية السجّان الذي علّموه، دون أيّ أمل في إصلاح ذلك، أنّ المساجين كلّهم هم حثالة الحياة والمجتمع التي تستحقّ ما يحدث لها من تعذيب وإهانة.
عبر ذكريات طفولته، يستعرض الكاتب أيضا في "أحباب الله" الظروف القاسية التي عاشها سكّان الشمال الغربي والتي تجعل الاستمرار في الدراسة أمرا مستحيلا، ونضالات شباب وتلاميذ الشمال الغربي في سنوات الثمانين، حملات الطرد التعسّفي من الدراسة لإخضاع التلاميذ ومنعهم من التفكير خارج الخطاب الرسمي للدولة.
"أحباب الله" رواية أخرى تثري المكتبة التونسية يقول عنها المؤلف إنّها: مساهمة متواضعة في حفظ تاريخ ما حدث لنا، ما عاشته أجيال من التلاميذ في بلادي، ما عاشه "أحباب الله".
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات