يعقد هذا البحث لدراسة الوصيّة بوصفها جنساً من أجناس القول له من الوشائج والأسباب ما يُسوّغ إنتسابه إلى الأدب وإندراجه فيه، وله من الخصائص والمقوّمات ما يبرّر مقاربته مقاربةً تبحث في طرائق الأداء ووسائل التعبير موظفةً لغاية الإقناع والتأثير.
وقد اختار المؤلف هذا البحث في الوصيّة لمبرّرات عديدة، منها ما اتّصل بخصائص هذا الجنس القوليّ ومسوّغات إنتسابه إلى الأدب، ومنها ما تعلّق بأساليب الطّلب فيه وطرائق التأثير الإقناع، ومنها ما ارتبط بوضعه النقديّ ومكانته في منظومة الأجناس، ومنها ما هو موصول بالعقل العربيّ القديم في كيفيّة تفكيره والمبادئ التي إليها يستند والغايات التي إليها يقصد.
وعلى هذا الأساس قسم البحث إلى ثلاثة أبواب، حيث عقد أوّلها للبحث في وضع الوصيّة في اللغة والإصطلاح والنّقد، وثانيها لتحليل أساليب الطّلب في الوصايا، وثالثها لدراسة الإستراتيجيّات الحجاجيّة في الوصايا.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات