الى هذه العوالم الممكنة عوالم التجلي الإلهي والى اكوان الخطاب القديمة اكوان الموسوعة يحملنا كتاب فاطمة مبارك في سفر شاق لذيذ لن يعود منه القارئ مثلما كان من قبل لان عدوى العجب ستكون قد اصابته فلن يقرا كتاب الحيوان مثلما تعود ان يقراه. فالعجب هو الدهشة الأولى التي تصيبنا فتوقظنا بعنف من سبات البديهيات فتحرك شيئا نائما قد غفا فينا طويلا. اليس العجب هو هذا العود المندهش الى ما الفناه فغدا من فرط عجبنا اليفا باعثا على القلق؟ اليس "العود هو ثاني البدء" كما جاء في اللسان؟ فان كان لكتاب "العجب في ادب الجاحظ" مزية وفضل فانها تكمن في حملنا على ان نبدا في قراءة الحيوان بل كتب الدب برمتها بداية ثانية ولكن بعقل متعجب ويقظة مندهشة وعين جاحظة من فرط عجبها. تلك هي لعمري لذة الادب ان لا نعود من القراءة كما كنا في ضرب من الصيرورة لا يعرف كنهها احد الا القارئ.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات