يؤكد لنا الأستاذ مختار الخلفاوي من خلال كتابه هطا ان الإبحار في عالم النصوص التراثية "كليلة ودمنة" لابن المقفع و"الحيوان" و"رسالة القيان" للجاحظ و "كتاب الزهرة" لابن داود الاصبهاني و"الموشى" لابي الطيب الوشاء و"المصون في سر الهوى المكنون" للحصري القيرواني و"طوق الحمامة" لابن حزم... متعة لا تتحقق الا لمن رام الغوض في الأعماق متسلحا بعدة معرفية وأدوات بحثية مبتكرة وامتلك ناصية الكلم.
ومع كل قراءة متجددة تفتح أبواب موصدة وتتجلى افاق متنوعة تدعو القراء الى عدم القطع مع هذه الكنوز المعرفية وإعادة النظر فيها وفق مقتضيات الفكر النقدي.
وقد اختار المؤلف دراسة العتبات مؤثرا بذلك إيلاء "الهامش" نفس المنزلة التي احتلها "المركز" عله يحدث بذلك نوعا من "العدل" في التعامل مع الإنتاج الإبداعي. وهو اذ يتامل في جوهر المقدمات ونسق الكتابة والاستراتيجيات الخطابية وطبيعة العلاقة التي ربطت المؤلف بالقراء ونظام الثنائيات المتضادة الذي حكم عددا من النصوص يدعوك الى شد الرحال والتشمير على السواعد علك تدرك قيمة هذه النصوص وتفك اسرار سحرها وتتذوق ضروب جماليتها وتنتبه أيضا الى خطورة فعل الكتابة.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات