إلى جانب سلسلة «إطلالات على الآداب الغربيّة »، وضع بيت الحكمة خطّة لترجمة كتاب كلّ سنة يُختار من آخر ما صدر في العالم من مؤلّفات ذات مستوى رفيع. واختيرت هذه الرواية «الابتسامة الأترورية » للكاتب الإسباني الشهير خوسي لويس سان بيدرو لعدّة اعتبارات تتعلّق بموضوعها وأسلوبها وأبعادها. أمّا موضوعها فهو طريف كلّ الطرافة يرتكز على المقابلة بين العجوز «برونو » وحفيده «بروناتينو ». في بضعة أشهر أدرك القرويّ الشيخ أنّ عالمه الفظّ أخذ يتحوّل إلى جنّة صغيرة دافئة كلّها حنان ومحبّة لحفيده الصغير. فإذا به يتخلّى عن فكرة التهيّؤ للموت، بل يتعلّق بالحياة بواسطة المشاعر الجديدة التي كانت مجهولة لديه تماما. وإذا بالطفل الصغير يحقّق ببراءته ما لم تحقّقه السنوات العديدة وتراكم التجارب : وهو أن يصبح الجدّ أكثر إنسانية، حتّى أنّ المظاهر والمعايير القديمة لم تعد تهمّه لأنّه اكتشف الجمال الحقيقيّ. وأمّا أسلوب الرواية فهو عجيب غريب : نثر سريع قويّ، تتخلّله ومضات من نوبة شعريّة، وتعبيرات خاصّة وأمثال أو ما يشبه الأمثال وجمل بلهجة محلّية إيطالية هي لسان أهل «كالابريا » في أقصى الجنوب الإيطالي، موطن القرويّ «برونو » العجوز. ولقد تحدّثت الكاتبة الإسبانية «أنخيليس كاسو » في الاستهلال عن أبعاد هذه الرواية فقالت : إنّ خوسي لويس سان بيدرو يرينا في هذه القصّة «معرفته العميقة للإنسان » ويعيد إلى أذهاننا «ما هو مهمّ حقّا : الحبّ والموت والألم... »، كما أنّه يكشف لنا «ضعفنا والوحدة العظمى التي تنتظرنا في نهاية الطريق ». ولاشكّ أنّ القارئ، عندما ينهي مطالعة الرواية، سيهتف مثل «برونو « :» كبيرة هي الحياة ! »