تبيّن هذه الإطلالاتُ على الأدب الإسباني المسارَ الذي انتهجه هذا الأدبُ والمنعرجات
التي عرفها انطلاقا من سنة 1898 ووصولا إلى السنوات الأخيرة. وهي إطلالات
تولي أهميّة كبرى للمجيدين من الشعراء والكُتّاب، ولِمَا اشتهر من أعمالهم الشعريّة
والمسرحيّة والروائيّة. وقد حرصت الأستاذة رجاء ياسين بحري بمعيّة فريق الترجمة
على اختيار عيون من الآثار الأدبيّة ما كان منها شعرًا )الجزء الأول(، وما كان منها
نثرًا )الجزء الثاني(، للتعريف بأهمّ المراحل التي عرفها الأدب الإسباني في القرنين
التاسع عشر والعشرين والإحاطة بالأجيال الثلاثة )جيل 1898 وجيل 1914 وجيل
1927 (، الممثِّلة لمختلف التيّارات والتّوجّهات الأدبيّة الّتي استأثرت باهتمام الأدباء
فأبدعوا فيها.
لقد عرفت العشريّة الأخيرة من القرن التاسع عشر في إسبانيا حياة أدبيّة نشيطة
ويرجع الفضل في ذلك إلى كتّاب هذه الفترة 1898 )ميقال أونامونو، غالسيان
رامون، أنطونيو ماتشادو(، الّذين أسهموا في تطوير الحياة الفكريّة و الأدبيّة بالبلاد
الإسبانيّة. أمّا نظراؤهم من الفترتين 1914 و 1927 فقد أسهموا بدورهم في إذكاء
هذه الحياة النّشيطة إلى تاريخ اندلاع الحرب الأهليّة التي قضت على كلّ نشاط
فكريّ وأدبيّ واضطرّ الأدباء، شعراء وكتّابا، إلى الصّمت أو إلى الهجرة )قارسيا
لوركا، خوزي أورتيقا(.
وقد اهتمّ المترجمون بصفة خاصّة بأدب العشريّات الأربع الأخيرة لما فيه من
خصوصيّات فنيّة وإبداعيّة تميَّزَ بها أدباءُ الشّمال والجنوب على السّواء.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات