ليس من المستحيل أن يقع المؤلّف في كمين مستحكم من تدبير خياله وقلمه، يتحوّل بموجبه إلى مجرم في عيون ذويه ومواطنيه فيقضى في حقّه بالإعدام جزاء وفاقا لما اقترفه قلمه ولم تقترفه يداه.
هذه هي الورطة الّتي كان على الرّوائيّ عبد الحميد الكاتب أن يواجهها وهو بصدد كتابة روايته الأخيرة، الموسومة بـ «في مكتبي جثّة»، إشارة إلى جثّة فريد التّوزاني، بطل الرّواية، الّذي يقرّر أن يضع حدّا لحياته بدون إذن مؤلّفه. هل كان هذا الكائن الورقيّ يدرك أن انتحاره المفاجئ سيكلّف صانعه لا خسارة روايته فحسب، بل خسارة حياته؟
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات