نظّمت هذه الندوة وحدة البحث «المرأة والبحر الأبيض المتوسط » التابعة لكلّية العلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة بتونس. وفي الواقع، ليست الدراسات حول المرأة في الفضاء المتوسطي أمرا جديدا إذ قام بها منذ عهد طويل المؤرّخون وعلماء الاجتماع والإناسة. لكنّ هذا الكتاب يفتح مجال البحوث على الآداب والفنون ويهتمّ بمختلف أشكال تصوير الواقع، محاولا إبراز أهميّة المخيال وتأثيره في الواقع. من هذا التفاعل، ينطلق التفكير في بناء المؤنث خلال التاريخ والفضاء المغاربيّين. ولقد سلّط المتدخّلون الأضواء على هذه القضايا، بدءا بالتجربة الأدبيّة لكاتبتين تونسيّتين. ثمّ خصّص القسم الأوّل من الكتاب لدراسة بعض التصوّرات النسائيّة عبر تاريخ البلدان المغاربيّة. أمّا القسم الثّاني، فقد درس واقع المرأة ومخيالها في الأدب والسينما المغاربيّين. ويرى الأستاذ عبد الوهّاب بوحديبة، رئيس بيت الحكمة : «أن الفضاء الأنثويّ هو الأساس، حتّى لو كان النظام الأبويّ يقلّصه ظاهريّا في مختلف السجلاّت الإنسانيّة .» ينبغي إذن التحلّي بالخبرة والصّبر والصرامة لفكّ رموز ما يأتينا من المنطقة النسائيّة، خاصّة أنّ الدراسات في هذا الصّدد سرعان ما تنزلق من الموضوعيّة إلى خطابات ذات صبغة إيديولوجيّة وإلى تصوّرات أخلاقيّة ودينيّة. وتولّت الأستاذة هادية الخضّار، مديرة وحدة البحث، تحليل مختلف المواضيع التي عالجها المشاركون في هذه الندوة.